وحول الاساءة الى الصحابيين طلحة وزبير من قبل مذيع ايراني في برنامج ساخر قال رجل الدين الايراني محمد رضا زائري في تصريح لوكالة مهر للانباء: ان الاشخاص الذين يعيشون اجواء الثقافة العامة داخل ايران ويتابعون برامج التلفزيون الايراني، فإنهم دون شك يعرفون ان المذيع "مهران مديري" لا يملك معلومات حول هاتين الشخصيتين ومكانتهما لدى اهل السنة بما انه ليس خبيرا في الشؤون الدينية او في تاريخ الاسلام ناهيك عن ان الحدث غير مقصود وزلة لسان صدرت خلال نكتة لا ترتبط بهذين الصحابيين اصلا.
واضاف: ربما الاشخاص الذين ينظرون من الخارج لا ينتبهون الى ابعاد هذه القضية، كما هو الحال بالنسبة لنا حول بعض القضايا فيما يتعلق بالجمهورية الاسلامية الايرانية واعتقادات الايرانيين، فنحن نشعر بأن هناك ايادي خفية تسعى لاعداد بعض الخطط الخطيرة بخصوص ذلك، فيما الشخص الذي يقوم بارتكاب ذلك الخطأ ربما لا يدري ابعاد الموضوع بتاتا.
وحول موقف الجمهورية الاسلامية الايرانية الرسمي حول قضية اهانة اهل السنة في ايران لفت محمد رضا زائري الى ان هناك قضية شفافة وصريحة تم الاعلان عنها من قبل قائد الثورة باعتباره اعلى مرجع ديني وسياسي وفقهي في البلاد حين قال " ان اهانة مقدسات ومعتقدات اتباع اهل السنة من المحرمات التي نهى عنها الشرع وهي خط احمر بالنسبة الى الجمهورية الاسلامية الايرانية".
واضاف:ان مساعي الجمهورية الاسلامية الايرانية ليست الحيلولة دون حدوث سوء فهم وازمة فحسب بل ماهو اعلى من ذلك، فهي تسعى الى ايجاد تضامن وانسجام بين الشيعة والسنة في ايران، مشيرا الى زيارة قائد الثورة الى محافظة كردستان الايرانية واصداره الاوامر اللازمة ببث اذان خاص بأهل السنة وعلى طريقتهم في التلفزيون المحلي في محافظة كردستان الايرانية.
وتابع زائري انه تحدث بصفة رجل الدين في العديد من المناسبات حول ضرورة احترام رموز اهل السنة مشيرا الى الاستشهاد بالكثير من احاديث السيدة عائشة وتوضيح تلك الاحاديث في مختلف برامج الاذاعة الايرانية وان هذا النهج دائما تتبعه الجمهورية الاسلامية الايرانية.
وفيما يخص مكانة الاقليات الدينية لدى نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية لاسيما في ظل الاشاعات التي تروجها بعض وسائل الاعلام العربية عن ان اهل السنة يتعرضون للقمع في ايران اكد زائري ان الاشخاص الذين زاروا ايران وتعرفوا عليها عن كثب تغيرت آرائهم حول الموضوع خلال عدة ساعات وليس عدة ايام قائلا: لاحظت من خلال لقاءاتي المتكررة لبعض الدول ان نقطة سوء الفهم ناجمة عن نشاط وسائل الاعلام المغرضة.
وشدد الخبير الايراني على ان حضور الاقليات الطائفية في ايران يتمثل في اعلى المستويات الرسمية والقانونية والحقوقية كنواب مجلس واعضاء مجالس رسمية وهذا دليل على ان الجمهورية الاسلامية الايرانية اخذت بعين الاعتبار مكانة الاقليات الدينية والقومية.
واضاف: فعندما يحضر قائد الثورة في ليلة القدر التي يكون فيها الجميع مشغول بالصلاة والدعاء، في منزل الاخوة المسيحيين لن يكون بوسع احد ان يتصور اسمى من ذلك، وفي كل المناسبات يجلس قائد الثورة مع علماء اهل السنة ويتعامل معهم تعامل الاخوة كما ويتبادل معهم وجهات نظر، وان الاشخاص الذين ليسوا مطلعين على الحقائق يحاولون للاسف الشديد استغلال هذه الفرص لاثارة الفتن.
وحول نظرة الشيعة والسنة المختلفة الى طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام نوه الى ان المنهج الاسلامي بشكل عام ومنهج اتباع ومحبي اهل البيت والشيعة بشكل خاص ليس من شأنه توجيه الاهانة لأحد قائلا: لايوجد اختلاف بين الشيعة والسنة حول ضرورة منع الاساءة لرموز وشخصيات تاريخ الاسلام، حتى رسول الله(ص) لم يسمح لاحد اهانة المشركين والذين قاتلوا المسلمين،"فكيف نقبل بالاساءة لرموز المسلمين شيعة وسنة؟"، مضيفاً ان هذه الاختلافات لها خلفيات سياسية وحين يقول احد امراء السعودية "عندما رأيت حجم الخلافات الدائرة بين اعضاء العائلة الملكية وشاهدت انهم يبثون الفتن في المنطقة بسبب خلافهم السياسي مع ايران ادركت ان الخلافات التي كانت قبل صدر الاسلام كانت سياسية قبل ان تكون دينية".
وشدد زائري على ان ذلك البرنامج الساخر الذي تم عرضه على التلفزيون الايراني والذي جرى فيه حوار ساخر لا يمثل وجهة نظر الايرانيين وبالتأكيد كان نتيجة عدم اطلاع المذيع على تاريخ الاسلام مطالباً العقلاء ان لايسمحوا بأن تحدث صدامات سياسية وطائفية في مجتمعنا الذي ينعم بالاخوة والسلام والامن./انتهى/
اجرى الحوار: محمد مظهري
تعليقك